فلما عاتب الخاطبون رسول الله « صلى الله عليه وآله » على منعهم وتزوج علي « عليه السلام » ، قال « صلى الله عليه وآله » : والله ما أنا منعتكم وزوجته ، بل الله منعكم وزوجه [1] . ومن الواضح : أن تزويج فاطمة قد كان في السنة الثانية بعد الهجرة ، فالتعليل لردهما بكونها صغيرة ، يشير إلى أن ولادتها قد كانت بعد البعثة بعدة سنوات إذ لو كانت قد ولدت قبل البعثة بخمس سنوات كما يدعون ، لكان عمرها حين زواجها حوالي عشرين سنة ، ولا يقال لمن تكون بهذه السنة : إنها صغيرة ! ! ومما يدل على أن خطبة أبي بكر وعمر لها قد كانت بعد الهجرة ، قولهم : خطب أبو بكر فاطمة إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فقال النبي « صلى الله عليه وآله » : هي لك يا علي لست بدجّال [2] . حيث إن ظاهر في أن تزويجها لعلي قد أعقب خطبة أبي بكر وعمر لها ، من دون فصل .
[1] راجع : بحار الأنوار ج 43 ص 92 وغير ذلك . [2] طبقات ابن سعد ط ليدن ج 8 ص 12 ومجمع الزوائد ج 9 ص 204 عن البزار واللآلي المصنوعة ج 1 ص 365 عن العقيلي والطبراني وقال الهيثمي : رجاله ثقات إلا أن أبا العنبس لم يسمع من النبي . ولنا كلام مطول مع المنتقدين للرواية فراجع الصحيح من سيرة النبي ج 4 ص 30 وما بعدها .