responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 89


< فهرس الموضوعات > يوم يندم النادمون ولن ينفعهم الندم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > حلاوات الزمان مريرة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > عدم نفع الندامة عند الموت < / فهرس الموضوعات > فيا ذا السطوة والقدرة ، والمعجب بالكثرة ، ما هذه الحيرة والفترة ، لك فيمن مضى عبرة ، وليؤذّن الغافلون عمّا إليه تصيرون ، إذا تحقّقت الظّنون ، وظهر السرّ المكنون ، وتندمون حين لا تُقالون ( ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِتُونَ ) ( 1 ) .
سيندم فعّالٌ على سوء فعله * ويزداد منه عند ذلك التشاهق ( 2 ) إذا عاينوا من ذي الجلال اقتداره * وذو قوّة من كان قدماً يداقق هنالك تتلو كلّ نفس كتابها * فيطفو ذو عدل ويرسب فاسق إلى كم ذا التّشاغل بالتجارة والأرباح ؟ وإلى كم ذا التهوّر بالسرور والأفراح ؟
وحتّامَ التغرير بالسلامة في مراكب النياح ؟ مَن ذا الّذي سالمه الدهر فسلم ، ومَن ذا الّذي تاجر الزمان فغنم ، ومَن ذا الّذي استرحم الأيّام فرحم ، اعتمادك على الصحّة والسلامة خرق ، وسكونك إلى المال والولد حمق ، والاغترار بعواقب الأُمور خلق ، فدونك وحزم الأُمور ، والتيقظ ليوم النشور ، وطول اللّبث في صفحات القبور ( فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) ( 3 ) .
فَمَنْ صاحب الأيام سبعين حِجّةً ( 4 ) * ولذّاتها لا شكّ منه طوالق فعقبى حلاوات الزّمان مريرة * وإن عذبت حيناً فحيناً خرابق ( 5 ) ومن طرقته الحادثات بويلها * فلابدّ أن تأتيه فيها الصواعق فما هذه الطمأنينة وأنت مُزعج ؟ وما هذه الولوج وأنت مُخرَج ؟ جمعك إلى تفريق ، ووفرك إلى تمزيق ، وسعتك إلى ضيق . فيا أيّها المفتون ، والطامع بما لا يكون ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ ) ( 6 ) .


1 . المؤمنون : 15 . 2 . في نسخة : " التسابق " . 3 . لقمان : 33 . 4 . أي سبعين سنة ، ومنه قول الشاعر : وإنّ امْرأً قد عاش ستّين حجّة * فلم يتزوّد للمعاد فجاهلُ 5 . في نسخة : " خوانق " . 6 . المؤمنون : 115 .

89

نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست