responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 88


< فهرس الموضوعات > النهي عن الحرص على الدنيا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > النهي عن الفرح بالمال والبنين < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ذم الدنيا لما فيها من غدرها < / فهرس الموضوعات > عجباً لغافل عن صلاحه ، مبادراً إلى لذّاته وأفراحه ، والموت طريده في مسائه وصباحه ، فيا قليل التحصيل ، ويا كثير التّعطيل ، ويا ذا الأمل الطّويل ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحاَبِ الْفِيلِ ) ( 1 ) . بناؤك للخراب ، ومالك للذّهاب ، وأجلك إلى اقتراب .
وأنت على الدنيا حريص مكاثر * كأنّك منها بالسّلامة واثق تحدّثك الأطماع أنّك للبقاء * خلقت وإنّ الدهر خِلٌّ موافق كأنّك لم تُبصر أُناساً ترادفت * عليهم بأسباب المنون اللّواحق هذه حالة من لا يدوم سُرورُه ، ولا تتمّ أُموره ، ولا يفكّ أسيره ، أتفرح بمالك ونفسك ، ووُلدك وعرسك ، وعن قليل تصير إلى رمسك ، وأنت بين طيّ ونشر ، وغنى وفقر ، ووفاء وَغَدْر ، فيا مَن القليل لا يُرضيه ، والكثير لا يغنيه ، اعمل ما شئت إنّك ملاقيه : ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِىء مِنْهُمْ يَوْمئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) . ( 2 ) سيقفر بيت كنت فرحة ( 3 ) لِلأهله * ويهجر مثواك الصديق المصادق وينساك من صافيته وألفته * ويجفوك ذو الودّ الصحيح الموافق على ذا مضى النّاس اجتماع وفرقة * وميّت ومولود وقال ووامق أُفّ لدنيا لا يرقى سليمها ، ولا يصحّ سقيمها ، ولا يندمل كلومها ( 4 ) ، وعودها كاذبة ، وسهامها صائبة ، وآمالها خائبة ، لا تقيم على حال ، ولا تمتّع بوصال ، ولا تسرّ بنوال :
وتلك لمن يهوى هواها مليكة * تعبّده أفعالها والطرائق يسرّ بها من ليس يعرف غدرها * ويسعى إلى تِطْلابها ويسابق إذا عدلت جارت على أثر عدلها * فمكروهة أفعالها ( 5 ) والخلائق


1 . الفيل : 1 . 2 . عبس : 34 - 37 . 3 . في نسخة : " فرخاً " . 4 . " الكلوم " : الجرح . 5 . في نسخة : " فمكر وهذا فعالها " .

88

نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست