responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 111


< فهرس الموضوعات > اغتنام أيام الدنيا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > النهي عن طاعة الطواغيت < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > إعداد الجواب قبل الوقوف والمساءلة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الرسل والأولياء حجة الله يوم القيامة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > أثر الندامة والتوبة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > نتيجة صحبة العاصين ومعونة الظالمين < / فهرس الموضوعات > قال الله : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاؤُاْ ) ( 1 ) ، فلا تلتمسوا شيئاً ممّا في هذه الدنيا بمعصية الله ، واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله ، واغتنموا أيّامها ، واسعوا لما فيه نجاتكم غداً من عذاب الله ، فإنّ ذلك أقل للتَّبِعَة ، وأدنى من العذر ، وأرجى للنّجاة ، فقدّموا أمر الله وطاعته ، وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأُمور كلّها ، ولا تقدّموا الأُمور الواردة عليكم ، من طاعة الطواغيت ، وفتنة زَهْرةِ الدنيا بين يدي أمر الله وطاعته ، وطاعة أولي الأمر منكم .
واعلموا أنّكم عبيد الله ، ونحن معكم ، يحكم علينا وعليكم سيّدٌ حاكمٌ غداً ، وهو موقفكم ومسائلكم ، فعدّوا الجواب قبل الوقوف والمساءلة ، والعَرْض على ربّ العالمين : يومئذ ( لا تَكلَّمُ نفسٌ إِلاّ بِإذنه ) ( 2 ) واعلموا إنّ الله لا يصدّق يومئذ كاذباً ، ولا يكذّب صادقاً ، ولا يردّ عذر مستحقّ ، ولا يعذر غير معذور ، بل لله الحجّة على خلقه بالرسل والأوصياء بعد الرسل .
فاتقوا الله عباد الله ، واستقبلوا من اصلاح أنفسكم وطاعة الله ، وطاعة من تولّونه فيها ، لعلّ نادماً وقد ندم على ما قد فرّط بالأمس في جنب الله ، وضيّع من حقّ الله ، واستغفروا الله وتوبوا إليه ، فإنّه يقبل التوبة ، ويعفو عن السيّئات ، ويعلم ما تفعلون .
وإيّاكم وصحبة العاصين ، ومعونة الظالمين ، ومجاورة الفاسقين ، احذروا من فتنتهم ، وتباعدوا من ساحتهم ، واعلموا أنّه من خالف أولياء الله ، ودان بغير دين الله ، واستبدّ بأمره دون أمر وليّ الله ، كان في نار تلتهب ، تأكل أبداناً ، وقد غابت عنها أرواحها ، غلبت عليها شقوتها ، فهم موتى لا يجدون حرّ النّار ، ولو كانوا أحياءً لَوَجدوا مُضَضَ حرّ النّار . ( 3 ) فاعتبروا يا أُولي الأبصار ، واحمدوا الله على ما هداكم ، واعلموا أنّكم


1 . فاطر : 28 . 2 . هود : 105 ، والآية هكذا : يوم يأت لا تكلّم نفس إلاّ بإذنه فمنهم شقى وسعيد . 3 . قال المجلسي في مرآة العقول ، ج 4 ، ص 253 : بأن المراد أنّهم موتى في دار الدنيا بالغفلة عما يُراد بهم ، فلا يجدون حرّ نار والسخط والخذلان ، ولو كانوا أحياءً لوجدوا مضض ذلك .

111

نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست