responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 110


< فهرس الموضوعات > لا أحد يعرف صرف أيام الدنيا وفتنتها إلاّ الذين عصمهم الله < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الإرشاد إلى الزهد والفكر والاتعاظ بالعبر < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > كيف ننظر إلى الدنيا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الاستعانة بالله في ترك الدنيا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الحذر من الدنيا قبل الندامة والحسرة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الخوف من الله عزّ وجلّ < / فهرس الموضوعات > وحوادث البدع ، وسنن الجور ، وبوائق الزمان ، وهيبة السلطان ، ووسوسة الشيطان ، ليذر القلوب ( 1 ) عن تنبيهها ، وتذهلها عن موجود الهُدى ، ومعرفة أهل الحق ، إلاّ القليل ممّن عصم الله - جلّ وعزّ - ، وليس يعرف تصرّف أيّامها ، وتقلّب حالاتها ، وعاقبة ضرر فتنتها ، إلاّ من عصمه الله ، ونهج سبيل الرشد ، وسلك سبيل ( 2 ) القصد ، ثُمَّ استعان على ذلك بالزهد ، فكرّر الفكر ، واتّعظ بالعبر وازدجر ، فزهد في عاجل بهجة الدنيا ، وتجافى عن لذّاتها ، ورغب في نعيم دار الآخرة ، وسعى لها سعيها ، وراقب الموت ، وَشَنِأَ ( 3 ) الحياة مع القوم الظّالمين .
فعند ذلك نظر إلى ما في الدنيا بعين نيّرة ( 4 ) ، حديدة النظرة ، وَأبْصَر حوادث الفتن ، وضلال البدع ، وجور ملوك الظلمة ، فقد لعمري استدبرتم من الأُمور الماضية في الأيّام الخالية من الفتن المتراكمة ، والانهماك فيها ، ما تستدلون به على تجنّب الغُواة وأهل البدع والبغي ، والفساد في الأرض بغير الحقّ ، فاستعينوا بالله ، وارجعوا إلى طاعته ، وطاعة من هو أولى بالطاعة ، ممّن اتّبع فأُطيع ، فالحذر الحذر من قبل النّدامة والحسرة ، والقُدوم على الله ، والوقوف بين يديه ، وتالله ما صدر قومٌ قطّ عن معصية الله إلاّ إلى عذابه ، وما آثر قوم قطّ الدنيا على الآخرة إلاّ ساء منقلبهم ، وساء مصيرهم ، وما العزّ ( 5 ) بالله والعمل بطاعته إلاّ ألْفانِ مُؤْتَلِفان ، فمن عرف الله خافه ، فحثّه الخوف على العمل بطاعة الله ، وإنّ أرباب العلم وأتباعهم الّذين عرفوا الله فعملوا له ، ورغبوا إليه ، وقد


1 . في بعض المصادر " لتثبط القلوب " ، وفي نسخة " لتثبّط التثبيط " : التعويق والشغل عن المراد . 2 . في بعض المصادر : " طريق " . 3 . شنأ الحياة : أي أبغضها . 4 . في بعض النسخ " بعين قرة " ، يقال " قرت قرة " بضم القاف وفتحها ، و " قرورة عينه " بردت سروراً أو جف دمعها ، ورأت ما كانت متشوقة له ، فحص قرير العين ، وعينه قريرة . ( القاموس وتاج العروس ) 5 . في بعض المصادر : " العلم بدل العزّ " .

110

نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست