وقوله عز وجل : * ( إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) * [1] ، يا كميل انج بولايتنا من أن يشركك في مالك وولدك كما أمر . يا كميل لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيداومون ويتصدقون فيحسبون أنهم موفقون [2] ، يا كميل أقسم بالله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ان الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش ، مثل الزنا وشرب الخمر والربا ، وما أشبه ذلك من الخنا والمآثم ، حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الأئمة الذين يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون . يا كميل انه مستقر ومستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين ، يا كميل انما تستحق أن تكون مستقرا إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك إلى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و ( ما ) [3] هديناك إليه ، يا كميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة ، يا كميل ان الله عز وجل لا يسائل إلا على ما فرض ، وانما [4] قدمنا عمل النوافل بين أيدينا للأهوال العظام والطامة يوم المقام ، يا كميل ان الله أعظم [5] من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الأعمال وصالح الأموال ، ولكن من تطوع خيرا فهو خير له ، يا كميل ان ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر من ذكرك ، ونعمة الله عليك أكثر من كل عملك [6] . يا كميل أنه لا تخلو من نعمة الله عز وجل عندك وعافيته ، فلا تخل من تحميده وتمجيده وتسبيحه وتقديسه وشكره وذكره على كل حال ، يا كميل لا تكونن من الذين قال الله عز وجل : * ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) * [7] ونسبهم إلى الفسق * ( أولئك هم الفاسقون ) * [8] .
[1] النحل : 100 . [2] في " م " : موقنون . [3] ليس في " ط " . [4] في " ط " : لا يسألك إلا عما فرض وانا . [5] في " م " : ان الواجب لله أعظم . [6] في " ط " : عمل . [7] الحشر : 19 . [8] النور : 4 .