responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 89


وهذه هي أمنية كل مؤمن حسب ما جاء في الأدعية الشريفة الواردة عن الأئمة « عليهم السلام » .
فهذه العروض التي وضعها إبليس أمام النبي آدم « عليه السلام » ، تنسجم مع أهدافه التي يرى نفسه ملزماً بالسعي إليها ، والحصول عليها . .
فإنها كما قد يقال : لكن قوله : * ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ ) * . . إشارة إلى أن الله لا يريد لكما ذلك ، فكيف يطلب النبي آدم « عليه السلام » ويسعى وراء أمر لا يريده الله له ؟ !
وقد يجاب : أن عدم إرادة الله له ذلك ، ليس لحرمته عليه ، بل لأنه لا يريد له ذلك . لما فيه من الشقاء والتعب ، والعيش الضنك ، ولكن إذا اختار هو تحمل ذلك ، فسيكون من المفلحين . .
الترديد في عروض إبليس ، لماذا ؟ .
أما الترديد الذي ظهر في كلام إبليس ، حين قال : * ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) * . .
فإنه لم يرد في سياق التشكيك فيما سيحصل عليه ، بل جاء على سبيل منع الخلو ، ليكون المعنى : أنه إذا أكل من الشجرة فسيحصل على شيء هام جداً ، بحيث لا يخلو من أحد هذين الأمرين على أقل تقدير ، هذا إن لم يحصل عليهما معاً .
أي أن يكون الترديد هو في متعلق النهي ، بمعنى أن الشجرة جامعة للوصفين معاً ، لكن إبليس يزعم أنه لا يدري أي الوصفين كان سبب نهي الله له عنها ، هل هو هذا الوصف ؟ أو ذاك الوصف ؟ .
أو أنه لا يدري : هل الوصفان معاً موجودان في الشجرة ؟ ! ، أو الموجود هو أحدهما ؟ ! . .

89

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست