الأشياء ، فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها » [1] . و - قوله في هذا الحديث الأخير : « وأشهدهم خلقها » يجعل قول المفيد ( قده ) : « إنه حين رأى آدم « عليه السلام » « الأشباح النورية » لم يكونوا في تلك الحال صوراً مجيبة ، ولا أرواحاً ناطقة ، ولكنها كانت على مثل صورهم في البشرية » [2] . يجعل قوله هذا من قبيل الاجتهاد في مقابل النص ، ولعله لم يطلع على هذا الحديث وأمثاله . فالظاهر : أن خلقهم « عليهم السلام » أشباحاً نورية بلا أرواح ، قد كان في مرحلة ونشأة هي أسبق من النشأة التي أشير إليها في حديث خلقهم ، ثم خلق الأشياء التي أشهدهم خلقها . ز - إن الإشكال الذي سجلوه على صحة خلق الأرواح قبل الأجساد ، وهو أنه لو صح ذلك للزم أن يتذكروا الأحوال السابقة ، وهذا غير حاصل . . إن هذا الإشكال وغيره قد رفضه العلامة المجلسي ( رحمه الله ) ، حيث قال : « قيام الأرواح بأنفسها ، أو تعلقها بالأجساد المثالية ، ثم تعلقها بالأجساد العنصرية مما لا دليل على امتناعه . وأما عدم تذكر الأحوال السابقة ، فلعله لتقلبها في الأطوار المختلفة » . . إلى أن قال :
[1] الكافي ج 1 ص 441 والبحار ج 15 ص 19 . [2] البحار ج 5 ص 262 عن المفيد رحمه الله تعالى .