بصورة قوية في إثارة أجواء فكرية ، وفي طرح تساؤلات ، وقضايا تتوفر بذلك المبررات لطرحها ، والتداول والتفكير فيها . . فيكون هذا الموقف بالنسبة لآدم ولجميع البشر ، من موارد الإغراء بالعلم لا بالجهل ، كما هو ظاهر . . ولأجل ذلك اعتمدت البيانات القرآنية لكثير من القضايا هذا النهج بالذات ، خصوصاً القضايا الاعتقادية . وهذا المورد بالذات بما تضمنه من تعابير ، وإشارات وإلماحات مثيرة ، هو أحد أهم الشواهد على ما نقول . . ثالثاً : لقد قلنا أكثر من مرة : إنه قد كانت هناك قرائن على إرادة نوع الشجرة ، لا شخصها وهي : 1 - نفس ملاحظة عدم وجود فرق بين تلك الشجرة ، وما سواها مما هو من نفس جنسها . . 2 - الإشارة الحسية لشجرة بعينها ، فإن هذا وذاك ، يجعل البيان كافياً في حد نفسه ، وافياً بالحاجة ، مزيلاً للجهل المنهي عنه في مرحلة الظاهر الذي هو الحجة الإلهية ، والمعيار في المثوبة والمؤاخذة . . 3 - ثم جاء القسم ليزيد من اليقين ، وليصل بالأمر إلى حد الحتم والجزم . . ولكن لا يجب في البيان إزالة الاحتمالات العقلية ، واقتلاعها من جذورها ، بل قد لا يكون ذلك صحيحاً في بعض الأحيان ، فإن الله تعالى قد جعل الشجرة غاية لما يمكن أن يكون في وسع النبي آدم أن يقوم به . . ثم يأتي إبليس ، فيعمل على تحريض النبي آدم على الاندفاع باتجاه أمور لم يكن له القدرة على تحملها ، ولا طاقة له بها ، مستعيناً على استبعاد تلك القرينة ، التي تحدد طاقة النبي آدم ، و تنهيها بالشجرة فقط ، فيزيل هذا