يا ربنا ، ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك ، وما أحبهم إليك ، وما أشرفهم لديك ! ! فقال الله جل جلاله : لولاهم ما خلقتكما . هؤلاء خزنة علمي ، وأمنائي على سري ، إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد ، وتمنيا منزلتهم عندي ، ومحلهم من كرامتي ، فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني ، فتكونا من الظالمين . . قالا : ربنا ومن الظالمون ؟ ! قال : المدعون لمنزلتهم بغير حق . . إلى أن قال : يا آدم ويا حواء ، لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد ، فأهبطكما عن جواري ، وأحل بكما هواني ، * ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا ) * . . إلى قوله : * ( فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ ) * . . وحملهما على تمني منزلتهم ، فنظرا إليهم بعين الحسد ، فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة الخ . . [1] . 3 - عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : قلت للرضا « عليه السلام » ، يا ابن رسول الله ، أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ، ما كانت ؟ فقد اختلف الناس فيها ، فمنهم من يروي : أنها الحنطة . ومنهم من يروي أنها العنب ، ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد ؟ . فقال « عليه السلام » : كل ذلك حق . فقلت : فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ؟ !
[1] نور الثقلين ج 2 ص 12 وراجع ج 1 ص 67 و 68 عن معاني الأخبار والبرهان ( تفسير ) ج 1 ص 82 و 83 .