بل إننا نقول : إنه لا دليل على أن آدم « عليه السلام » كان قد سمع صوت إبليس ، أو عرف طريقة إلقائه للكلام قبل قصة الشجرة ، ولا دليل أيضاً على أنه « عليه السلام » قد عرف خصوصياته ، من حيث خلقه من مارج من نار ، وكونه من الجن ، ولا اطلع على قدرته على الظهور والاختفاء ، وعلى التشكل بأشكال مختلفة ، طولاً وعرضاً ، وكبراً وصغراً ، وبصفة طائر تارة ، وبصفة حيوان أو إنسان أخرى . . وغير ذلك . إبليس يظهر بأي صورة شاء : وقد أشير إلى هذا الأمر الأخير ، وهو قدرة الجن - وإبليس كان من الجن - على الظهور بأي صورة أرادوا ، في العديد من الروايات . فقد روي عن الحارث الأعور قال : بينا أمير المؤمنين « عليه السلام » يخطب على المنبر يوم الجمعة ، إذ أقبل أفعى من باب الفيل . . إلى أن تقول الرواية : إن علياً ( صلوات الله عليه ) : أخبرهم : أن هذا الأفعى هو من الجن قال : « فأتاني في ذلك ، وتمثل في هذا المثال ، يريكم فضلي إلخ . . » [1] . فلاحظ قوله : « وتمثل في هذا المثال » . وفي رواية أخرى : أن هاتفاً كلّم النبي ، فقال « صلى الله عليه وآله » ، له : « إظهَر رحمك الله في صورتك .
[1] الثاقب في المناقب ج 2 ص 248 ومدينة المعاجز ج 1 ص 141 .