قال تعالى بعدها : * ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى ) * . . فإن الإتيان بالواو قد أوضح أن الكلام عن الملائكة غير متفرع على ما قبله ، ولا هو من توابعه التي ترتبط به . . ولو أنه لم يأت بالواو في قوله : * ( وَإِذْ قُلْنَا ) * . . لتغير مجرى الكلام ، ولكان المراد بالنسيان هو نسيان التحذير الإلهي للنبي آدم « عليه السلام » من إبليس ، وفق ما تضمنته هذه الآية . . عالم الذر ، وخلق الأرواح : وبما أن النسيان للميثاق مرتبط بالكلمات التي أنقذت آدم « عليه السلام » من محنته كما سنرى . ولكي لا يخلو مقامنا هذا ولو من إشارة موجزة إلى هذا الأمر ، فإننا نضع أمام القارئ الأمور التالية : ألف - إن هناك روايات تحدثت عن عالم الذر ، وأخذ الميثاق على الخلق ، وهي كثيرة ، فلتراجع في مظانها [1] . ب - إن في بعض هذه الروايات عن أبي عبد الله « عليه السلام » : أن الله أخذ على العباد ميثاقهم ، وهم أظلة قبل الميلاد . وثمة روايات أخرى تشير أيضاً إلى عالم الظلال ، فراجع [2] . قال العلامة الطباطبائي « رحمه الله » : إن المراد به - كما هو ظاهر الرواية - وصف هذا العالم ، الذي هو بوجه
[1] راجع : تفسير الميزان ج 9 ص 225 وما بعدها وما قبلها ، وراجع : البحار ج 64 وغيره . [2] البحار ج 65 ص 206 وراجع : ج 58 ص 139 و 140 ، وراجع : ج 64 ص 98 و 99 ، عن بصائر الدرجات ص 80 وعن علل الشرائع ج 2 ص 80 . وراجع : الكافي ج 2 ص 10 وتفسير الميزان ج 9 ص 326 .