حاله ، وما جرى له في نشأته السابقة ، بسبب العوارض والحجب التي يواجهها . ولعل هذا الأمر لا يشمل أولي العزم من الأنبياء ، وهذا ما يُظهر فضل نبينا ، وأوصيائه الأكرمين ، والزهراء سيدة نساء العالمين ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) ، فإنهم « عليهم السلام » لا ينسون شيئاً مما جرى لهم أو عليهم في السابق ، ولا هم محجوبون عن النشآت اللاحقة . ولعل ذلك يفسّر لنا قول علي « عليه السلام » : لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً . ثم هو يوضح لنا كيف أن الزهراء ( « عليها السلام » ) كانت تحدث أمها وهي في بطنها قبل أن تولد ، وثمة نصوص كثيرة تؤكد هذه الحقيقة ، لا مجال لتتبعها . . إبليس يذكّر آدم عليه السلام بنهي الله له : ومهما يكن من أمر ، فإن مما يدل على أن الأكل من الشجرة لم ينشأ عن النسيان المشار إليه بقوله : * ( فَنَسِيَ ) * ، أن إبليس نفسه قد ذكَّر آدم « عليه السلام » بنهي الله له ، وحدد له المنهي عنه بالإشارة الحسية ، حين قال له : * ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) * . . فهو يقول للنبي آدم « عليه السلام » : إن ربك نهاك ، لكنه يتلاعب في بيانه لسبب النهي ، ليتمكن من الوصول إلى ما يريد . . وكل ذلك يشير إلى أن النبي آدم قد أقدم على الأكل من الشجرة ، وهو ملتفت لنهي الله له عنها . وهذا يؤيد ويؤكد أن المقصود بالنسيان في قوله تعالى : * ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) * . . هو نسيان الميثاق ، المتعلق بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، لا بعهد الربوبية كما أسلفنا ، ولا نسيان النهي عن الشجرة . بل إن نفس كيفية وصل هذه الآية بما بعدها يشير إلى ما نقول ، حيث