السلام » إلى الأرض من سلوك هذا الطريق ، وإيقاع آدم « عليه السلام » بما يشبه الفخ المنصوب له . بحيث لولا ذلك ، فإنه سوف يستعصي على الهبوط ، وتفشل الخطة . . وقد جاءت الوقائع وفق ما رسم لها ، وأعطت النتائج المرجوة منها ! ! . وهو كلام لا يمكن قبوله على هذا النحو ، فإن الهبوط إلى الأرض لا ينحصر بهذه الطريقة ، إذ قد كان بالإمكان أن يخلق الله تعالى آدم « عليه السلام » في الأرض مباشرة من دون حاجة إلى إسكانه الجنة ، ثم ظهور السوأة بالأكل من الشجرة . الأقرب إلى القبول : إنه يمكن الجواب بما يلي : أولاً : ولعله الأقرب إلى الاعتبار في مثل هذه المقامات ، أن يكون الله سبحانه حين قال للملائكة : * ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) * . . إنما أخبرهم عما أحاط به علمه سبحانه - وهو المحيط العالِم بكل شيء - وعرفهم بما يؤول إليه أمر هذا المخلوق الجديد ، وأنه سينتهي به الأمر إلى الاستقرار في الأرض ، والعمل على إعمارها وفق ما يرضيه سبحانه . . لكن لا على أن يكون ذلك الذي جرى له هو الطريق المقضي عليه سلوكه بصورة جبرية ، بحيث لولاه لم يمكن له أن يصل إلى الأرض ، بل على أساس أن ذلك قد جاء على سبيل الإخبار عن الغيب الذي سوف يحصل ، من دون أن يمثل ذلك أية حتمية وجبرية يتحتم على النبي آدم أن يخضع لها ، ليتحقق المقصود . ويمكن أن يكون إسكان النبي آدم « عليه السلام » في تلك الجنة من جنان الدنيا قد جاء على سبيل التكريم والإعزاز له ، أو لأجل التهيؤ للانتقال إلى