المسكن الأصلي بعد حين . . لا على الطريقة التي التزم السيد الطباطبائي رحمه الله ، والتي تقضي بجعل ما فعله إبليس جزءاً من خطّة لا بد من إجرائها . وقد كانت تلك الجنة التي أسكنه الله فيها ، أكثر الأماكن أمناً للنبي آدم « عليه السلام » من أعدائه ، بحسب ما هو معتاد ، لولا ما توسل به إبليس من لطائف الحيل . . والله يعلم : أن إبليس سوف يلاحق النبي آدم في أي مكان حصل فيه ، وسيسعى لحرمانه مما هو فيه ، بكل ما لديه من خديعة ومكر وحيلة . وقد يمكن الجواب أيضاً : بأن الجنة التي هبط منها هي من جنان الأرض نفسها ، ولكن الله جعل لها مواصفات مميزة لا توجد في أية بقعة أخرى ، وقد خلقها الله تعالى ، لتكون لائقة بهذا المخلوق العظيم ، ولكن بعد أن جرى ما جرى عليه ، أهبطه الله إلى الأرض العادية التي لا تداني تلك في مواصفاتها وميزاتها . . أما تلك البقعة المميزة ، فلا ندري ماذا صنع الله بها ! ! هل أبقاها على حالها ؟ ! أم أنه أزالها وطمسها ؟ ! أم ماذا ؟ ! إن الله وحده هو العالم بذلك . . هذا . . ولا مانع من التعبير بالهبوط ، إذا كان الانتقال من مكان إلى مكان ، فقد قال تعالى : * ( اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ) * . . [1] . نسيان النهي ، أم نسيان الميثاق ؟ ! إننا دفعاً لأي لبس نبادر إلى التذكير بأنه قد يقال :