عليهم ) عن الخطأ ، والسهو ، والنسيان ، في التبليغ ، وفي غيره . كما أنهم معصومون ومطهرون عن الذنوب صغيرها وكبيرها . . غير أن هناك - من غير الشيعة الإمامية - من حاول أن يستفيد من بعض الآيات الكريمة ، أنها تنسب للأنبياء خلاف ذلك . الأمر الذي دعا العلماء الأبرار إلى بسط القول في هذه الآيات لبيان خطأ هذا الفهم ، حفاظاً منهم على صفاء الاعتقاد لدى الناس الطيبين الذين يأخذون الأمور بعفوية وصدق ، الأمر الذي يجعلهم أقل سعياً لتحصين أنفسهم من الوقوع في الشك والشبهة التي يحاول أصحاب الأهواء أن يوقعوهم بها . آيات معصية آدم عليه السلام : ولعل الآيات التي تحدثت عما جرى لآدم « عليه السلام » في مواجهة مكر إبليس ، وفيها قوله تعالى : * ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) * [1] ، هي الأوفر حظاً ، والأكثر تردداً على ألسنة السائلين والمجادلين ، الذين يترددون ما بين قوسي صعود ونزول . فمن السؤال البريء ، الطالب لنيل الحقيقة ، والراضي بها . . إلى سؤال يسعى إلى إشباع شهوة حب الظهور ، من خلال الاستغراق في المراء والجدال العقيم ، بهدف إسقاط الطرف الآخر في دوامة من العجيج والضجيج المرهق والجريء إلى حد الوقاحة ، وتجاوز كل الحدود . . وانتهاء بما يسعى إليه الكثيرون من أصحاب النوايا السيئة ، من اهتبال الفرصة لإثارة الشبهة ، وزعزعة يقين الطيبين من الناس ، ثم جرهم إلى أباطيل ، وأضاليل ، وأفائك يقدمونها إليهم على أنها البديل الصالح ، والبلسم الشافي ،