الجنة » [1] . وفي نص آخر : « بدت لنا عوراتنا ، واضطررنا إلى حرث الدنيا ومطعمها » [2] . . فالجوع يحتاج إلى ستره بالشبع ، والعري باللباس ، والمرض بالدواء ، والخوف بما يوفر الأمن ، وهكذا بالنسبة إلى سائر الأحوال التي لا بد من إعادتها إلى حالة الكمون والخفاء . . مناقشة كلام الطباطبائي رحمه الله : نعم . . وهذا هو الأوفق بالسياق القرآني ، ولأجل ذلك فنحن لا نرتضي ما ذكره العلامة الطباطبائي ( قده ) في تفسيره ؛ حيث يقول : « . . وآدم « عليه السلام » وزوجته ، وإن كانا قد سواهما الله تعالى تسوية أرضية بشرية ، ثم أدخلهما الجنة لم يمكثا بعد التسوية ، ولم يمهلا كثيراً ، ليتم في الدنيا إدراكهما لسوءاتهما ، ولا لغيرها من لوازم الحياة الدنيا ، واحتياجاتها حتى أدخلهما الله الجنة . وأنه إنما أدخلهما الله الجنة حين أدخلهما ، ولما ينفصلا ، ولما ينقطع إدراكهما عن عالم الروح والملائكة . والدليل على ذلك قوله : * ( لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا ) * ، ولم يقل : ما كان ووري عنهما ، وهو مشعر بأن مواراة السوأة ما كانت ممكنة في الحياة الدنيا استدامة ، وإنما تمشت دفعة ما ، واستعقب ذلك بإسكان الجنة ، فإظهار
[1] تفسير الميزان ج 1 ص 139 عن تفسير القمي . . [2] تفسير البرهان ج 1 ص 84 والبحار ج 11 ص 183 عن تفسير العياشي .