السوءات كان مقضياً محتوماً في الحياة الأرضية ، ومع أكل الشجرة الخ . . » [1] . وقد ذكرنا فيما تقدم ما يشير إلى عدم إمكان قبول هذا السياق التفسيري من العلامة الطباطبائي « رحمه الله » . ونضيف إلى ما قدمناه ما يلي : أولاً : إنه لا دليل على ما ذكره « رحمه الله » من أن آدم « عليه السلام » وزوجه لم يمكثا بعد التسوية ، ولم يمهلا كثيراً . . ثانياً : قوله : إنهما لم يمهلا كثيراً ليدركا في الدنيا سوآتهما غير مقبول ، إذ إنه لا دليل على أنهما لم يدركا في جنة الدنيا سوءاتهما ، كما لم يدركا غيرها من لوازم الحياة الدنيا . . وأن عدم الإدراك هذا قد استمر إلى أن دخلا الجنة . ثالثاً : قوله : إنهما حين أدخلهما الله الجنة لما ينفصلا ، ولما ينقطع إدراكهما عن عالم الروح والملائكة . غير ظاهر المراد . . فإنه إذا كان « قد سواهما الله تعالى تسوية أرضية بشرية » على حد تعبيره ، فما هو الدليل على أن إدراكهما كان متصلاً بعالم الروح والملائكة . . رابعاً : سلمنا اتصال إدراكهما بعالم الروح والملائكة ، لكن كيف يثبت أن هذا الاتصال بقي مستمراً إلى حين دخولهما الجنة ؟ ! . . خامساً : إنه حين خاطبهما بأن الأكل من الشجرة يستلزم الشقاء ، ووعدهما بعدم الجوع ، والعري ، والظمأ ، والضحى . هل فهما أقواله هذه ؟ أم لم يفهماها ؟ . فإن كانا قد فهماها ، وعرفا معانيها ، فإنه يكون قد عرفهما بوجود عري ، وجوع ، وظمأ ، ونحوها . . ووجود ما يستر العري ، ويشبع الجوع ، ويروي