بالسوءات ليس هو العورة ، لأن ظهور عورتيهما لهما مما لا ضير فيه ، إذ الإنسان يشعر بعورة نفسه ، ويراها . ولا ضير أيضاً في أن تبدو له عورة زوجه أيضاً . . ينزع عنهما لباسهما : وقد كانت تلك الأحوال الصعبة التي عبر الله عنها بالسوءات على درجة من الخفاء والكمون ، إلى حد أن آدم وزوجه « عليهما السلام » لم يكونا يريانها ، لأنها كانت مواراةً أي مستورة عنهما بساتر وحجاب . وتمثلت مشكلة آدم وزوجه « عليهما السلام » في أوجها وعنفوانها في أن إبليس قد استطاع أن ينزع عنهما لباسهما ، ليريهما سوءاتهما . . وكان زوال هذا الستر قد حصل بفعل أنهما قد ذاقا الشجرة . مما يعني أن التفاعل الجسدي الناشئ عن هذا الأكل . . هو الذي أسقط ذلك الساتر عن السوءات . . وقد حاولا أن يستفيدا من سواتر الجنة ، فلم تنفعهما بشيء * ( وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ) * . . ولم يكن يمكنهم الاكتفاء بها ، فإن الأمر يحتاج إلى سواتر من سنخ آخر ، فكان لا بد لهما - من الناحية التكوينية - من الخروج إلى عالم جديد ، يجدان فيه ما يسد الخلل ، ويواري السوءات . نعم لقد كان على آدم « عليه السلام » أن يعيد سائر الأحوال التي ظهرت عليه إلى ما كانت عليه من الكمون والخفاء - وقد أشارت بعض الروايات إلى ذلك ، وإلى أن لباس الجنة لم يعد صالحاً لهما ، وإلى أنهما قد اضطرا إلى حرث الدنيا ومطعمها ، حيث قالت : « . . وسقط عنهما ما ألبسهما الله من الجنة ، وأقبلا يستتران من ورق