responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 122


ذلك التفاعل مع حقيقة الشجرة ، وأن الأكل كان هو سبب ظهور السوءات ، وعوارض البشرية عليهما . . فهو يريد التأكيد على الارتباط المباشر بين هذين الأمرين . .
وأما التعبير ب‌ : * ( أَزَلَّهُمَا ) * . . فإنه يريد أن يحدد لنا نتائجه الكلية المناسبة لطبيعة التعبير بالعنوان العام الذي هو الاسترسال ، والاعتماد على ظاهر الحال ، وأنه ينتج الخروج مما كانا فيه ، والانتقال إلى موقع آخر ، ليواجها حالاته وعوارضه . .
السوءات ؟ !
والآيات الكريمة تكاد تكون صريحة في أن السوءات التي بدت ، قد كانت مستورة عن آدم وزوجه « عليهما السلام » ، لا أنها لم تكن ثم كانت . .
وهذا يشير إلى أن المراد بالسوءات في الآيات ليس هو العورة بمعناها المعروف . . إذ لا شك في أن آدم « عليه السلام » كان يعرف أن له عورة ، وكان يحس بها ، ويعرف أنه رجل ، ويعرف أن زوجه أنثى ، ويعرف الفرق بين الرجل والأنثى ، ويدرك معنى الزوجية بينهما .
ولكن جاء التعبير بالسوءات التي كانت كامنة ، وغير بادية للكناية عن تلك الأحوال الصعبة التي من شأنها إذا ظهرت من كمونها ، أن تدخل الخلل إلى حياته ، وتوصل المساءة إليه ، ويحصل له بسببها الشقاء الذي أشار تعالى إليه بقوله : * ( فَتَشْقَى ) * . . ثم كأنه فسره بقوله بعده : * ( إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى ) * .
وقد عبر عن هذه السوءات بصيغة الجمع ، لا بصيغة الإفراد والتثنية ، ربما ليشير بذلك إلى كثرتها وتنوعها .
كما أنه قد أضاف كلمة « لَهُمَا » فقال : بدت لهما ، ليتأكد أن المراد

122

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست