responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 121


ذاقا . . أكلا . . أزلهما عنها :
واللافت : أن الآيات الكريمة قد عبرت تارة ب‌ * ( ذَاقَا ) * . . وأخرى عبَّرت ب‌ * ( أَكَلا مِنْهَا ) * . . وثالثة ب‌ * ( أَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ) * . .
وواضح : أن ثمة عناية خاصة في إبراز بعض الخصوصيات من خلال هذا التنوع في التعابير .
فهو حين يقول : * ( ذَاقَا ) * . . فإنه يكون قد بين أن الأكل لم يكن مجرد إيصال جزء من تلك الشجرة إلى جوف آكليه ، فإن ذلك قد لا يكون هو المؤثر في سقوط الحجاب ، وظهور السوءات . بل المؤثر هو التفاعل مع حقيقتها ، والإحساس بخصوصيتها ، من خلال تذوق طعمها . .
ولذلك جاء التعبير ليعطي أن ما حصل كان اختراقاً ، وخروجاً ، وتجاوزاً للحدود المرتبطة بالشأن التكويني * ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ) * . . وقوله : * ( فَأَزَلَّهُمَا ) * . . يشير إلى الاسترسال والجري ، وفق السجية ، واعتماداً على ظاهر الحال . .
وإذا كانت هذه الحدود هي حدود التكوين ، فإن اختراقها وتجاوزها سوف يترك أثره التكويني ، من خلال حتمية الخضوع لنواميس الخلق والتكوين ، التي أودعها الله في الخلق والخليقة ، رحمة منه تعالى بها ، ووفق مقتضيات التدبير والحكمة البالغة .
وحين قال : * ( أَكَلا مِنْهَا ) * . . فإنما أراد أن يحدد الطريقة التي حصل بها

121

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست