افتراض ظهور المهدي ( عليه السلام ) في أعقاب فراغ كبير يحدث نتيجة نكسة وأزمة حضارية خانقة [1] . وذلك الفراغ يتيح المجال للرسالة الجديدة أن تمتد ، وهذه النكسة تهئ الجو النفسي لقبولها ، وليست هذه النكسة مجرد حادثة تقع صدفة في تاريخ الحضارة الإنسانية ، وإنما هي نتيجة طبيعية لتناقضات التاريخ المنقطع عن الله - سبحانه وتعالى - التي لا تجد لها في نهاية المطاف حلا حاسما فتشتعل النار التي لا تبقي ولا تذر ، ويبرز النور في تلك اللحظة ، ليطفئ النار ويقيم على الأرض عدل السماء . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . وقد وقع الابتداء في كتابة هذه الوريقات في اليوم الثالث عشر من جمادى الثانية سنة 1397 ه ، ووقع الفراغ منها عصر اليوم السابع عشر من الشهر نفسه . والله ولي التوفيق . محمد باقر الصدر - النجف الأشرف تم الفراغ من تحقيق هذا الكتاب في شهر رجب المرجب من سنة 1416 ه وذلك في قم المقدسة . الدكتور عبد الجبار شرارة < / لغة النص = عربي >
[1] وفيه إشارة إلى ما يمكن أن تنجر إليه الإنسانية من أزمة حضارية بسبب التنافسات والصراعات بين الحضارات المادية والكيانات السياسية ، وفشلها في تحقيق الأمن والاستقرار والسعادة للإنسان ، ولقد بدأت بوادر مثل هذا الفراغ تظهر وتتسع شيئا فشيئا في عصرنا الراهن في شرق الأرض وغربها ، وكل متتبع للأخبار والتقارير الصحفية والتحقيقات الخبرية يعرف ذلك جيدا . وما اليوم الموعود ببعيد .