ونصل في النهاية إلى السؤال الأخير من الأسئلة التي عرضناها ، وهو السؤال عن الطريقة التي يمكن أن نتصور من خلالها ما سيتم على يد ذلك الفرد من انتصار حاسم للعدل ، وقضاء على كيانات الظلم المواجهة له . والجواب المحدد عن هذا السؤال يرتبط بمعرفة الوقت والمرحلة التي يقدر للإمام المهدي ( عليه السلام ) أن يظهر فيها على المسرح ، وإمكان افتراض ما تتميز به تلك المرحلة من خصائص وملابسات لكي ترسم في ضوء ذلك الصورة التي قد تتخذها عملية التغيير ، والمسار الذي قد تتحرك ضمنه ، وما دمنا نجهل المرحلة ولا نعرف شيئا عن ملابساتها وظروفها فلا يمكن التنبؤ العلمي بما سيقع في اليوم الموعود ، وإن أمكنت الافتراضات والتصورات التي تقوم في الغالب على أساس ذهني لا على أسس واقعية عينية . وهناك افتراض أساسي واحد بالإمكان قبوله على ضوء الأحاديث التي تحدثت عنه [1] والتجارب التي لوحظت لعمليات التغيير الكبرى في التاريخ ، وهو
[1] إشارة إلى علامات الظهور أو الملابسات والأحداث والوقائع التي تسبق ظهوره المبارك أو ترافق ظهوره كما صورتها الروايات ووردت بها الآثار الصحيحة ، وقد بسطت تفصيلا في ( عصر الظهور ) للسيد محمد الصدر . وراجع : الإرشاد / الشيخ المفيد : ص 356 وما بعدها . وراجع أيضا : الإشاعة لأشراط الساعة / محمد بن رسول الحسيني البرزنجي .