responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحث حول المهدي ( عج ) نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 117


فعلى الرغم من قدرة الله - سبحانه وتعالى - على تذليل كل العقبات والصعاب في وجه الرسالة الربانية وخلق المناخ المناسب لها خلقا بالإعجاز ، لم يشأ أن يستعمل هذا الأسلوب ، لأن الامتحان والابتلاء والمعاناة التي من خلالها يتكامل الإنسان يفرض على العمل التغييري الرباني أن يكون طبيعيا وموضوعيا من هذه الناحية ، وهذا لا يمنع من تدخل الله - سبحانه وتعالى - أحيانا فيما يخص بعض التفاصيل التي لا تكون المناخ المناسب وإنما قد يتطلبها أحيانا التحرك ضمن ذلك المناخ المناسب ، ومن ذلك الإمدادات والعنايات الغيبية التي يمنحها الله تعالى لأوليائه في لحظات حرجة فيحمي بها الرسالة ، وإذا بنار نمرود تصبح بردا وسلاما على إبراهيم [1] ، وإذا بيد اليهودي الغادر التي ارتفعت بالسيف على رأس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تشل وتفقد قدرتها على الحركة [2] ، وإذا بعاصفة قوية تجتاح مخيمات الكفار والمشركين الذين أحدقوا بالمدينة في يوم الخندق وتبعث في نفوسهم الرعب [3] ، إلا أن هذا كله لا يعدو التفاصيل وتقديم العون في لحظات حاسمة بعد أن كان الجو المناسب ، والمناخ الملائم لعملية التغيير على العموم قد تكون بالصورة الطبيعية ووفقا للظروف الموضوعية .
وعلى هذا الضوء ندرس موقف الإمام المهدي ( عليه السلام ) لنجد أن عملية التغيير التي أعد لها ترتبط من الناحية التنفيذية كأي عملية تغيير اجتماعي أخرى بظروف موضوعية تساهم في توفير المناخ الملائم لها ، ومن هنا كان من الطبيعي أن توقت وفقا لذلك . ومن المعلوم أن المهدي لم يكن قد أعد نفسه لعمل اجتماعي محدود ،



[1] إشارة إلى قوله تعالى : ( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم * وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ) الأنبياء : 68 - 70 .
[2] راجع الرواية في تفسير ابن كثير 2 : 33 ، وراجع : البحار / المجلسي 18 : 47 و 52 و 60 ، 75 باب معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
[3] تاريخ الطبري 2 : 244 حوادث السنة الخامسة من الهجرة .

117

نام کتاب : بحث حول المهدي ( عج ) نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست