نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي جلد : 1 صفحه : 82
إرثها وهجومهم على دارها أكثر من مرة وتهديدهم بإحراقه وتنفيذهم للتهديد وعصرها بين الباب والحائط ونبات المسمار في صدرها وكسر ضلعها الشريف وضربها انتهاءً بإسقاط جنينها ومرضها وحزنها و من ثم دفنها ليلاً وسراً وإخفاء موضع قبرها . . وجر علي كالجمل المخشوش للبيعة . . إلى ما هنالك من جرائم بتنا نسمع أصوات تنفي بعضها تارة وتشكك في بعضها أخرى جهلاً تارة وأخرى تجاهلاً وتارة تسامحاً وأخرى تزلفاً . . حتى وصل الأمر ببعضهم إلى الادعاء بأنه : لم تحصل أي إساءة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) من أحد من الصحابة طيلة حياته ( صلى الله عليه وآله ) وبأن المسلمون فهموا القضية بطريقة معينة فأبعد علي ( عليه السلام ) وبأن الذين جاء بهم عمر كانت قلوبهم مملؤوة بحب الزهراء . . وبأنه لم يثبت عنده سوى التهديد بالإحراق . . وبأن بيوت المدينة لم يكن لها أبواب . . وبأن الجنين قد يكون أسقط بطريقة طبيعية . . وبأن قبرها قد عرف بعد ذلك . وبأنها رضيت عن الشيخين بعد أن استرضياها وبأن . . وبأن . . علماً أن هذه الأخبار ثابتة في كتب المخالف والمؤالف [1] . هذا الغيض من الفيض ، والكم والنوع من الروايات والأحاديث التي بلغت حداً لم يجتمع لقضية دينية أو تاريخية أخرى ، لا يمكن التفكير معه أو التوهم بأنه مكذوب أو موضوع ، ولو حاولنا ذلك فسنجد أنفسنا عاجزين عن إثبات أي قضية أخرى . . لا سيما وأن بعضها مروي عن أهل بيت العصمة ( عليهم السلام ) وبطرق صحيحة ومعتبرة . . وهي وإن تنوعت متونها وتعارضت في بعض مفرداتها ، إلا أنها لم تخرج عن كونها متضافرة بما يتيقن معه صدورها عنهم وكشفها عن حقيقة ما جرى عليهم ، وموقفهم منه ورأيهم فيه ، وكفى بذلك دليلاً على صدقها . وقد نقلها المؤالف والمخالف والصديق والعدو والمحب والمبغض بطرق مختلفة لا يمكن القول معها بتواطؤ ناقليها على الكذب ، وإن شكك البعض ببعض مفرداتها ، إلا أن ذلك لم يخرج عن كونه تشكيكاً في التفاصيل والجزئيات لا بأصل الموضوع والحدث . وهذا أمر طبيعي ومألوف وغير مستهجن كما في العديد من القضايا الدينية لا سيما التاريخي منها التي تلعب فيها الدواعي والدوافع
[1] راجع : كتاب مأساة الزهراء لتقف على حقيقة الأمر .
82
نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي جلد : 1 صفحه : 82