وهذه التوجيهات شملت حله وترحاله ، ورضاه وغضبه صلى الله عليه وآله بل شملت حتى أموره الشخصية ، من زواجه وطلاقه ، ولباسه وطعامه ، ونومه ويقظته ، ووضوئه وسواكه ، فضلاً عن عطائه ومنعه ، وحبه وبغضه . . روى في الكافي : 4 / 39 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قصة شخص كافر جاء يحاج النبي صلى الله عليه وآله ويكذبه ويؤذيه ويتهدده ، قال : فغضب النبي صلى الله عليه وآله حتى التوى عرق الغضب بين عينيه ، وتَرَبَّد وجهه وأطرق إلى الأرض ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال : ربك يقرؤك السلام ويقول لك : هذا رجل سخي يطعم الطعام . فسكن عن النبي صلى الله عليه وآله الغضب ورفع رأسه ، وقال له : لولا أن جبرئيل أخبرني عن الله عز وجل أنك سخي تطعم الطعام ، لشردت بك ، وجعلتك حديثاً لمن خلفك ! فقال له الرجل : وإن ربك ليحب السخاء ؟ فقال : نعم . فقال : إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، والذي بعثك بالحق لا رددت من مالي أحداً . انتهى . وروى في الكافي : 1 / 289 : أن شخصاً سأل الإمام الباقر عليه السلام فقال حدثني عن ولاية علي ، أمن الله أو من رسوله ؟ فغضب ، ثم قال : ويحك ! كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخوف لله من أن يقول ما لم يأمره به الله ! بل افترضها الله ، كما افترض الصلاة والزكاة والصوم والحج . انتهى . ولا نطيل الكلام بأمثلة ذلك ، فهي موضوع مهم لرسالة دكتوراه ، بل لعدة رسائل .