نبيها . . ففي بحار الأنوار : 28 / 217 : عن الإمام الباقر عليه السلام قال في تفسير قوله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) قال : ذلك والله يوم قالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ! ) . انتهى . * * وأما المبدأ العاشر ( تحذير النبي صلى الله عليه وآله من الكذب عليه ) ، فقد ورد في روايتي أحمد المتقدمتين وغيرهما ، ووردت فيه أحاديث كثيرة مشددة في مصادر الشيعة والسنة ، تدل على أن هذه المشكلة كانت موجودة في حياة النبي صلى الله عليه وآله ، وأنه أخبر بأنها ستزداد من بعده ، ويكثر الكذابون عليه ! والمتأمل في هذه المشكلة يشمئز من أولئك الكذابين ، لأن عملهم عمل شيطاني من شأنه أن يشوه الإسلام ويزوره ، ويمنع وصوله إلى الأجيال . . خاصة أن النبي صلى الله عليه وآله لم يؤمر بمعاقبتهم على كذبهم الماضي أو الآتي ! ! فهل يكفي في معالجة المشكلة تحذير الكذابين ، وتحذير الأمة منهم ؟ ! من الواضح أن ذلك علاج لا ينفع إلا في تقليل حجم المشكلة الكمي ، وإن تصريح النبي صلى الله عليه وآله بوجودها ، وإخباره باستمرارها وتفاقمها بعده ، دليلٌ على أنه وضع لها بأمر ربه الحكيم ، علاجاً كافياً . . والعلاج ليس إلا بوجود من يميز أحاديثه الصحيحة عن غيرها . . وهم عترته الذين جعلهم عدل الكتاب وأوصى بهم الأمة من بعده ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ) . . فكل حديث خالف كتاب الله تعالى فهو زخرف باطل يستحيل أن يكون صادراً من النبي صلى الله عليه وآله ، لأنه لا يقول ما يخالف القرآن ! وكل حديث يخالف عترته الطاهرين ورثة القرآن ، فهو باطل أيضاً !