مهمة في ميزان التقوى . . وإذا بها تستتبع أموراً أخرى ، وتجره إلى هاوية الهلاك الأخروي ، أو الدنيوي ! وهو أمر مشاهد سواء في حالات الهلاك الفردي أو الاجتماعي . . فقد يتسامح المسلم في النظر إلى امرأة أجنبية تعجبه ، ويتسامح في الحديث معها ، ثم في التصرف . . حتى ينجر أمره إلى الفاحشة ! وقد يتسامح في اتخاذ صديق سوء ، ولا ينصت إلى صوت ضميره الديني ، ولا يسمع نصح ناصحيه . . حتى يغرق معه في بحر ظلمه للناس ، أو بحر انحرافه ورذيلته ! وقد تتسامح الأمة في اعتداء الأجانب عليها ، أو في نفوذهم السياسي ، أو الاقتصادي أو الثقافي في بلادها . . فينجر الأمر إلى تسلطهم على مقدراتها ، وسيطرتهم عليها . . أو يتسامح المجتمع في مظهر من مظاهر الفساد والمنكر أول ما يحدث في محلة أو منطقة منه ، أو في فئة من فئاته . . أو يتسامح المجتمع في شروط حاكمه ، ووزرائه وقضاته ، أو في ظلمهم وسوء سيرتهم . . فينجر ذلك إلى شمول الفساد في المجتمع ، وتسارع هلاكه ! فالمحقرات من الذنوب هي المواقف أو التصرفات الصغيرة ، التي تكون في منطق الأحداث والتاريخ بذوراً غير منظورة ، لشجرة شر كبيرة ، على المستوى الفردي أو الاجتماعي ! ! وبهذا ورد تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وآله في مصادر الطرفين . . ففي الكافي 2 / 288 : ( عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بأرض قرعاء ، فقال لأصحابه : إئتوا بحطبٍ ، فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ! قال : فليأت كل إنسان بما قدر عليه ،