كل مسيل فيه دقاق الحصى . روى البخاري في صحيحه : 1 / 181 ، ومسلم في صحيحه : 1 / 382 : ( عن عبد الله ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء بذي الحليفة فصلى بها ) . الوجه الثاني : أن سورة المعارج مكية باتفاق أهل العلم ، فيكون نزولها قبل واقعة الغدير بعشر سنين أو أكثر من ذلك . الجواب : أن المتيقن من معقد الإجماع المذكور هو نزول مجموع السورة مكياً ، لا جميع آياتها ، فيمكن أن يكون خصوص هذه الآية مدنياً ، كما في كثير من السور . ولا يرد عليه أن المتيقن من كون السورة مكية أو مدنية ، هو كون مفاتيحها كذلك أو الآية التي انتزع منها اسم السورة ، لما قدمناه من أن هذا الترتيب هو ما اقتضاه التوقيف ، لا ترتيب النزول ، فمن الممكن نزول هذه الآية أخيراً ، وتقدمها على النازلات قبلها بالتوقيف ، وإن كنا جهلنا الحكمة في ذلك ، كما جهلناها في أكثر موارد الترتيب في الذكر الحكيم ، وكم لها من نظير ، ومن ذلك : 1 - سورة العنكبوت ، فإنها مكية إلا من أولها عشرة آيات ، كما رواه الطبري في تفسيره في الجزء العشرين / 86 ، والقرطبي في تفسيره 13 / 323 . 2 - سورة الكهف ، فإنها مكية إلا من أولها سبع آيات ، فهي مدنية . . . كما في تفسير القرطبي 10 / 346 ، وإتقان السيوطي 1 / 16 . . . ثم عدد الأميني سبع عشرة سورة مكية ، فيها آيات مدنية ، وسوراً مدنية فيها آيات مكية .