وبحث السيد النقوي الهندي في عبقات الأنوار : مجلد 7 و 8 ، وغيرهما . ونورد فيما يلي خلاصةً لما كتبه صاحب الغدير رحمه الله في : 1 / 239 ، قال : ومن الآيات النازلة بعد نص الغدير ، قوله تعالى من سورة المعارج : سأل سائل بعذاب واقع ، للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج . وقد أذعنت به الشيعة وجاء مثبتاً في كتب التفسير والحديث لمن لا يستهان بهم من علماء أهل السنة ، ودونك نصوصها . . ثم أورد صاحب الغدير أعلى الله مقامه نصوص ثلاثين عالما سنياً رووا الحديث في مؤلفاتهم بعدة طرق ، وفيهم محدثان أقدم من الثعلبي كما تقدم . . ثم أفاض في رد الوجوه التي ذكرها ابن تيمية في كتابه منهاج السنة : 4 / 13 ، وأجاب عنها ، ونورد فيما يلي خلاصتها ، قال رحمه الله : الوجه الأول : إن قصة الغدير كانت في مرتجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، وقد أجمع الناس على هذا ، وفي الحديث : أنها لما شاعت في البلاد جاءه الحارث ، وهو بالأبطح بمكة ، وطبع الحال يقتضي أن يكون ذلك بالمدينة ، فالمفتعل للرواية كان يجهل تاريخ قصة الغدير . الجواب : أولاً ، ما سلف في رواية الحلبي في السيرة ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ، والشيخ محمد صدر العالم في معارج العلي ، من أن مجيء السائل كان في المسجد إن أريد منه مسجد المدينة ، ونص الحلبي على أنه كان بالمدينة ، لكن ابن تيمية عزب عن ذلك كله ، فطفق يهملج في تفنيد الرواية بصورة جزمية . . . فحسب اختصاص الأبطح بحوالي مكة ، ولو كان يراجع كتب الحديث ومعاجم اللغة والبلدان والأدب لوجد فيها نصوص أربابها بأن الأبطح