إنهم يريدونك أن تغمض عينيك عن آيات الله تعالى في سورة التحريم ، التي تتحدث عن خطرٍ عظيمٍ على الرسول صلى الله عليه وآله والرسالة ، وتحشد أعظم جيشٍ جرارٍ لمواجهة الموقف فتقول ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، وإن تظاهرا عليه ، فإن الله هو مولاه ، وجبريل ، وصالح المؤمنين ، والملائكة بعد ذلك ظهير ! ) . فإلى مَن صغت قلوبهما ، ولمصلحة من تعاونتا ضد الرسول صلى الله عليه وآله ؟ ! وما هي القضية الشخصية التي تحتاج معالجتها إلى هذا الجيش الإلهي الجرار ، الذي لا يستنفره الله تعالى إلا لحالات الطوارئ القصوى ؟ ! ما ابن عباس الذي يصفونه بحبر الأمة ، فكان يقرأ الآية ( زاغت قلوبكما ) . وبذلك تكون أما المؤمنين عائشة وحفصة احتاجتا إلى تجديد إسلامهما ! * * الرابعة : حادثة هجر النبي صلى الله عليه وآله لنسائه شهراً ، وشيوع خبر طلاقه لهن . . وذهابه بعيداً عنهن وعن المسجد ، إلى بيت مارية القبطية الذي كان في طرف المدينة أو خارجها ! وعلى العادة ، صورت الروايات القرشية هذه الحادثة على أنها حادثةٌ شخصية . . شخصيةٌ بزعمهم وشغلت النبي صلى الله عليه وآله والوحي والمسلمين ! وادعوا أن سببها كثرة طلبات نسائه المعيشية منه صلى الله عليه وآله ، وأكدوا أنه لا ربط للحادثة أبداً بقضايا الإسلام المالئة للساحة السياسية آنذاك ، والشاغلة لزعماء قريش خاصة ! ! * *