ولو صحت رواية أنس بأنه صلى الظهر في مسجده في المدينة ، ثم صلى العصر في ذي الحليفة ، فلا ينافي ذلك أن يكون سفره الخميس ، بل يكون معناه أنه أحرم بعد العصر من ذي الحليفة ، وواصل سفره صلى الله عليه وآله . * * والنتيجة : أن القول بنزول آية إكمال الدين في يوم عرفة ، يرد عليه إشكالاتٌ عديدةٌ ، سواء في منطقه ، أم في تاريخه وتوقيته . . وكلها تستوجب من الباحث المنصف أن يتركه ولا يأخذ به . ويكون رأي أهل البيت عليهم السلام ومن وافقهم في سبب نزول الآية بدون معارض معتد به ، لأن المعارض الذي لا يستطيع النهوض للمعارضة كعدمه . . أما تمسككم بصحة سنده فالمتن الكسيح لا ينهضه السند الصحيح ! ! * * وفي الختام : فإن المجمع عليه عند جميع المسلمين أن يوم نزول الآية عيدٌ إلهيٌّ عظيم ( عيد إكمال الدين وإتمام النعمة ) بل ورد عن أهل البيت عليهم السلام أنه أعظم الأعياد الإسلامية على الاطلاق ، ودليله المنطقي واضحٌ ، حيث ارتبط العيد الأسبوعي للمسلمين بصلاة الجمعة ، وارتبط عيد الفطر بعبادة الصوم ، وارتبط عيد الأضحى بعبادة الحج . . أما هذا العيد ، فهو مرتبطٌ بإتمام الله تعالى نعمة الإسلام كله على الأمة ، وقد تحقق في رأي إخواننا السنة بتنزيل أحكام الدين وإكماله من دون تعيين آلية لقيادة مسيرته . . وتحقق في رأينا بإكمال تنزيل الأحكام ، ونعمة الحل الإلهي لمشكلة القيادة ، وإرساء نظام الإمامة إلى يوم القيامة ، في عترة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله .