أن بدراً ونزول : اليوم أكملت لكم دينكم يوم الجمعة ، وصدق ابن عساكر . انتهى . وقد تقدم أن علة نكارته عند ابن كثير أنه مخالف لقول عمر ، وقول معاوية ! وقد كان ابن عساكر أكثر اتزاناً منه حيث لم يصف الخبر بالضعف أو النكارة ، بل قال إنه مخالف للمحفوظ ، أي المشهور عندهم ، وهو قول عمر . * * وينبغي الإلفات إلى أن الإشكال عليهم بأحاديث نزول الآية في يوم الاثنين إنما هو إلزامٌ لهم بما التزموا به ، وإلا فنحن لا نقبل أنه صلى الله عليه وآله لم يبق بعد الآية إلا ثمانين يوماً ، لأن المعتمد عندنا أن الآية نزلت يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وأن وفاته صلى الله عليه وآله كانت في الثامن والعشرين من صفر ، فتكون الفاصلة بنحو سبعين يوماً . وقد ثبت عندنا أن الآية نزلت يوم الخميس ، وفي رواية يوم الجمعة ، كما ثبت عندنا أن بعثة النبي صلى الله عليه وآله كانت يوم الاثنين ، وأن علياً عليه السلام صلى معه يوم الثلاثاء ، وأن وفاته صلى الله عليه وآله كانت في يوم الاثنين أيضاً ، وقد تكون سورة المائدة نزلت يوم الاثنين أي أكثرها ، ثم نزلت بقيتها بعد ذلك ، ومنها آية التبليغ ، وآية إكمال الدين . * * عاشراً : إن القول بأن يوم عرفة في تلك السنة كان يوم جمعة ، تعارضه الروايات التي سجلت يوم حركة النبي صلى الله عليه وآله من المدينة ، وأنه كان يوم الخميس لأربعٍ بقين من ذي القعدة . وهو الرواية المشهورة عن أهل