وشك سفيان رحمه الله إن كان في الرواية فهو تورُّعٌ ، حيث شك هل أخبره شيخه بذلك أم لا ، وإن كان شكاً في كون الوقوف في حجة الوداع كان يوم جمعة فهذا ما أخاله يصدر عن الثوري رحمه الله ، فإن هذا أمر معلومٌ مقطوعٌ به ، لم يختلف فيه أحدٌ من أصحاب المغازي والسير ولا من الفقهاء ، وقد وردت في ذلك أحاديث متواترة ، لا يشك في صحتها ، والله أعلم . وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر . وقال ابن جرير . . . عن قبيصة يعني ابن أبي ذئب قال : قال كعب : لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم فاتخذوه عيداً يجتمعون فيه ! ! فقال عمر : أي آيةٍ يا كعب ؟ فقال : اليوم أكملت لكم دينكم . فقال عمر : قد علمت اليوم الذي أنزلت والمكان الذي أنزلت فيه ، نزلت في يوم الجمعة ويوم عرفة ، وكلاهما بحمد الله لنا عيدٌ . . . وقال ابن جرير : . . . حدثنا عمرو بن قيس السكوني أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر ينتزع بهذه الآية : اليوم أكملت لكم دينكم ، حتى ختمها ، فقال : نزلت في يوم عرفة ، في يوم جمعة . . . وقال ابن جرير : وقد قيل ليس ذلك بيوم معلوم عند الناس ! ! ثم روى من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : اليوم أكملت لكم دينكم ، يقول ليس بيوم معلوم عند الناس . قال : وقد قيل إنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره ( إلى ) حجة الوداع .