فقال عمر : أيةُ آيةٍ ؟ فقالوا : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً . فقال عمر : إني لأعلم أي مكان أنزلت ، أنزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة . . . عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرؤون آية ، لو نزلت فينا لاتخذناها عيداً ! فقال عمر : إني لأعلم حيث أنزلت وأين أنزلت ، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت . يوم عرفة وأنا والله بعرفة . قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة ، أم لا . وروى نحوه في 8 / 137 . وقد روت عامة مصادر السنيين رواية البخاري هذه ونحوها بطرق متعددة ، وأخذ بها أكثر علمائهم ، ولم يديروا بالاً لتشكيك سفيان الثوري والنسائي وغيرهما في أن يكون يوم عرفة في حجة الوداع يوم جمعة ! ولا لرواياتهم المؤيدة لرأي أهل البيت عليهم السلام ، التي تقدمت . . وذلك بسبب أن الخليفة عمر قال إنها لم تنزل يوم الغدير ، بل نزلت في عرفات قبل الغدير بتسعة أيام ، وقول عمر مقدم عندهم على كل اعتبار . قال السيوطي في الإتقان 1 / 75 ، عن الآيات التي نزلت في السفر : منها : اليوم أكملت لكم دينكم . في الصحيح عن عمر أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع ، وله طرقٌ كثيرة . لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري : أنها نزلت يوم غدير خم . وأخرج مثله من حديث