ومن يومها دخلت آيات الربا على الخط ، وشوشت على سورة المائدة ، وصار ختام ما نزل من القرآن مردداً بين المائدة ، وبين آيات الربا ! ولكن الربا ذكر في أربع سور من القرآن : في الآيتين 275 و 276 من سورة البقرة والآية 161 من سورة النساء ، والآية 39 من سورة الروم ، والآية 130 من سورة آل عمران . . وبعض هذه السور مكي وبعضها مدني ! فأي آية منها قصد الخليفة ؟ ! وتبرع الراكضون لتبرير كل عمل وكل قول لعمر ، وقالوا إن مقصود الخليفة الملهم هو الآية 278 من سورة البقرة ! فصار مذهبهم أن آخر آية نزلت من القرآن وضعت في سورة البقرة ، التي نزلت في أول الهجرة ! وصار عليهم أن يقبلوا أن مذهبهم أن تحريم الربا تشريعٌ إضافي ، لأنه نزل بعد آية إكمال الدين ! ولعلهم يتصورون أنه لا بأس بهذه المفارقة في نزول القرآن والوحي ، ما دام هدفهم هدفاً شرعياً صحيحاً هو الدفاع عمر بن الخطاب ، الذي يعتقدون أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ! قال أحمد بن حنبل في مسنده : 1 / 36 : عن سعيد بن المسيب قال : قال عمر رضي الله عنه : إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها ، فدعوا الربا والريبة ! ! ورواه في كنز العمال : 4 / 186 عن ( ش ، وابن راهويه ، حم ، ه ، وابن الضريس ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، ق في الدلائل ) . وقال السرخسي في المبسوط : 2 / 51 و 12 / 114 :