والرسول عليه السلام ما سُحِر عندنا بلا خلاف لقوله تعالى : والله يعصمك من الناس . وعند بعض المخالفين أنه سُحر ، وذلك بخلاف التنزيل المجيد ! وقال المجلسي في بحار الأنوار : 60 / 38 : ومنها سورة الفلق ، فقد اتفق جمهور المسلمين على أنها نزلت فيما كان من سحر لبيد بن أعصم اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وآله حتى مرض ثلاث ليال . ومنها ما روي أن جارية سحرت عائشة ، وأنه سحر ابن عمر حتى تكوعت يده ! فإن قيل : لو صح السحر لأضرت السحرة بجميع الأنبياء والصالحين ، ولحصَّلوا لأنفسهم الملك العظيم ، وكيف يصح أن يسحر النبي صلى الله عليه وآله وقد قال الله : والله يعصمك من الناس ، ولا يفلح الساحر حيث أتى ! وكانت الكفرة يعيبون النبي صلى الله عليه وآله بأنه مسحور ، مع القطع بأنهم كاذبون . انتهى . وممن رد هذه التهمة من السنيين : النووي في المجموع : 19 / 243 ، قال : قلت : وأكتفي بهذا القدر من أحاديث سحر الرسول صلى الله عليه وآله . . تنبيه : قال الشهاب بعد نقل في التأويلات : عن أبي بكر الأصم أنه قال : إن حديث سحره صلى الله عليه وسلم المروي هنا متروكٌ لما يلزمه من صدق قول الكفرة أنه مسحور ، وهو مخالف لنص القرآن حيث أكذبهم الله فيه . ونقل الرازي عن القاضي أنه قال : هذه الرواية باطلةٌ ، وكيف يمكن القول بصحتها والله تعالى يقول : والله يعصمك من الناس ، وقال : ولا يفلح الساحر حيث أتى ؟ ! ولأن تجويزه يفضي إلى القدح في النبوة ، ولأنه لو صح ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى ضرر جميع الأنبياء والصالحين . انتهى .