كما ينبغي الالتفات إلى أن القدر المتيقن من هذه العصمة هو حفظ نبوة النبي صلى الله عليه وآله في الأمة وإن ثقلت عليهم أوامره ، وقرروا مخالفته . والغرض من هذه العصمة بقاء النبوة ، وتمام الحجة لله تعالى . وهي غير العصمة الإلهية الأصلية للرسول صلى الله عليه وآله في أفعاله وأقواله وكل تصرفاته ! وقد وفى الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله بما وعد ، فقد أعلن صلى الله عليه وآله في يوم الغدير خلافة علي والعترة عليهم السلام بوضوح وصراحة ، ثم أمر أن تنصب لعلي خيمة ، وأن يهنؤوه بتولية الله عليهم . . ففعلوا على كره ! ولم يخدش أحد منهم في نبوة النبي صلى الله عليه وآله . ولكنهم عندما توفي فعلوا ما يريدون ، وأقصوا علياً والعترة عليهم السلام ! بل أحرقوا بيتهم وأجبروهم على بيعة صاحبهم ! ! * * مسألتان تتعلقان بآية العصمة من الناس يوجد مسألتان ترتبطان بالآية الشريفة ، نتعرض لهما باختصار : المسألة الأولى : محاربة علي عليه السلام بآية تبليغ ولايته ! يشهد جميع المسلمين للنبي صلى الله عليه وآله بأنه بلغ عن ربه كل ما أمره به ، ونصح لأمته ، وأنه تحمل أكثر من جميع الأنبياء صلى الله عليهم . لكنك تجد في مصادر السنيين تهمةً للشيعة بأنهم يقولون إن النبي صلى الله عليه وآله كتم أشياء ولم يبلغها إلى الأمة ، والعياذ بالله ! ويستدلون لردهم بآية : بلغ ما أنزل إليك . قال القرطبي في تفسيره : 6 / 243 :