ويؤيده أيضاً أن المراغي نقل في تفسيره : مجلد 2 جزء 4 / 160 رواية السيوطي الأولى عن ابن مردويه عن ابن عباس ، ورواية الطبراني أيضاً ثم قال : ( روى الترمذي وأبو الشيخ . . . أن النبي صلى الله عليه وآله كان يحرس في مكة قبل نزول هذه الآية . . . ) . وكذلك ذكر غيره ، مع أنه لا يوجد في رواية عائشة في الترمذي ما يدل على أنها تقصد مكة ، فلعل كلمة ( في مكة ) سقطت من نسخة الترمذي الفعلية ! وقال السيوطي في الدر المنثور : 2 / 291 عن حديث عائشة : ( وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل ، وابن مردويه ، عن عائشة . . إلخ ) . وروى السيوطي عدة روايات بنفس مضمونه عن غير عائشة ، وبعضها قد يفهم منه أن نزول الآية في المدينة ، فجعلناه في القول الثالث . قال في الدر المنثور : 2 / 298 - 299 : ( وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : كان العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت : والله يعصمك من الناس ، ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس . وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي ذر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا ونحن حوله من مخافة الغوائل ، حتى نزلت آية العصمة : والله يعصمك من الناس ) . انتهى . وقد أخذ بهذا القول كثير من المفسرين والمؤلفين في السيرة ، فقد ذكره الزمخشري في الكشاف : 1 / 659 ، وكأنه قبله ، وكذلك فعل الرازي في