ولا يغرك ذكر الحديبية في الحديث ، فهو من أساليب رواة البلاط القرشي في التزوير التي يستعملونها كثيراً ! فالحادثة وقعت بعد فتح مكة ، ولو كانت قبله لطالب سهيلٌ النبي صلى الله عليه وآله بالوفاء لهم بشرطهم ، لأنهم شرطوا على النبي صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية أن يرد إليهم من يأتيه منهم ، وأن لا يردوا إليه من يأتيهم من المسلمين ! ولو كانت قبل فتح مكة ، لكانت مطالبة طبيعية بشرطهم ، وما استحقت هذا الغضب النبوي الشديد ، وهو لا يغضب إلا بحق . . ولا يغضب إلا لغضب الله تعالى ! ولو كانت قبل فتح مكة وقبل ( دخول ) قريش في الإسلام لما قالوا في مطالبتهم بأولادهم وعبيدهم المهاجرين ( سنفقههم ) فهذا لا يقوله إلا الطلقاء الذين يدعون الإسلام ! كما أن بعض رواياتهم صرحت بأن الحادثة كانت بعد فتح مكة ، وفضحت التزوير القرشي للقضية ! فقد روى الحاكم في المستدرك : 2 / 138 : ( عن ربعي بن حراش عن علي رضي الله عنه قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة ، أتاه ناس من قريش فقالوا : يا محمد إنا حلفاؤك وقومك ، وإنه لحق بك أرقاؤنا ليس لهم رغبة في الإسلام ، وإنما فروا من العمل فارددهم علينا ! فشاور أبا بكر في أمرهم فقال : صدقوا يا رسول الله ! فقال لعمر : ما ترى ؟ فقال مثل قول أبي بكر . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا معشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلاً منكم امتحن الله قلبه للإيمان ، فيضرب رقابكم على الدين !