ومما رواه التاريخ أن عثمان بن عفان . . ضرب يوماً على وتر قرابته مع بني هاشم . . ففي هامش الايضاح لابن شاذان الأزدي ص 258 : ( وأما أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الشيعي الامامي فنقل الحديث في كتابه الموسوم بالمسترشد ضمن كلام له بهذه العبارة ( ص 133 من طبعة النجف ) : عن شريك أن عائشة وحفصة أتتا عثمان بن عفان تطلبان منه ما كان أبواهما يعطيانهما ، فقال لهما : لا ولا كرامة ، ما ذاك لكما عندي ! فألحتا وكان متكئاً فجلس وقال : ستعلم فاطمة أي ابن عم لها أنا اليوم ! ثم قال لهما : ألستما اللتين شهدتما عند أبويكما ولفقتما معكما أعرابياً يتطهر ببوله مالك بن أوس بن الحدثان فشهدتما معه أن النبي صلى الله عليه وآله قال : لا نورث ، ما تركناه صدقة ؟ ! فمرة تشهدون أن ما تركه رسول الله صدقة ، ومرة تطالبون ميراثه ؟ ! ! انتهى . ثم روى نحوه عن الامام الباقر عليه السلام وفيه ( فتركته وانصرفت وكان عثمان إذا خرج إلى الصلاة أخذت قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على قصبة فرفعته عليها ، ثم قالت : إن عثمان قد خالف صاحب هذا القميص ) ! * * على هذا الأساس كان تفكير قريش بعد فتح مكة أنه لا بد من زعيم يجيد العمل لمصلحة قريش المنكسرة عسكرياً . . وقد وجدوه في سهيل بن عمرو ، العقل السياسي المفكر والداهية المخطط ! ! وسرعان ما صار سهيل محوراً لقريش ، ووارثاً لقيادة زعمائها الذين قتلهم محمد صلى الله عليه وآله ، أو أماتهم رب محمد ، سبحانه وتعالى .