ولا يتسع المجال للإفاضة في هذا البحث ، فنكتفي بإيراد نصوص عن الأئمة صلوات الله عليهم تؤكد ما ذكرناه ، منها : ما في نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده : 3 / 30 في جواب علي عليه السلام لمعاوية : ( وزعمت أن أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان ، فذكرت أمراً إن تم اعتزلك كله ، وإن نقص لم تلحقك ثلمته . وما أنت والفاضل والمفضول والسائس والمسوس ؟ ! وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأولين ، وترتيب درجاتهم ، وتعريف طبقاتهم ؟ ! ! هيهات ، لقد حن قدح ليس منها ، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها ! ألا تربع أيها الإنسان على ظلعك ، وتعرف قصور ذرعك ، وتتأخر حيث أخرك القدر ، فما عليك غلبة المغلوب ، ولا لك ظفر الظافر . . وإنك لذهَّابٌ في التيه ، رواغٌ عن القصد ) . انتهى . وفي الكافي : 3 / 512 : ( من أسلم طوعاً تركت أرضه في يده . . وما أخذ بالسيف فذلك إلى الإمام يقبله بالذي يرى كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله بخيبر . . وقال : إن أهل الطائف أسلموا وجعلوا عليهم العشر ونصف العشر ، وإن أهل مكة دخلها رسول الله صلى الله عليه وآله عنوة فكانوا أسراء في يده ، فأعتقهم وقال : إذهبوا فأنتم الطلقاء ) . انتهى . * * أما فقهاء المذاهب السنية فقد اعتبروا أن قريشاً دخلوا في الإسلام وترتبت عليهم أحكامه وانتهى الأمر . وإذا سألتهم عن اسم ( الطلقاء ) وعن تطبيق أحكام القتال على أهل مكة وأرضها ، سارعوا إلى التخلص من ذم قريش وذكر أسرها . . وقالوا إنها أحكام خاصة بالنبي صلى الله عليه وآله .