( عن قتادة السدوسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام قائماً حين وقف على باب الكعبة ثم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده . ألا كل مأثرةٍ أو دم أو مال يدعى ، فهو تحت قدمي هاتين ، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج . . . يا معشر قريش : إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء . الناس من آدم وآدم خلق من تراب . يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . . الآية . يا معشر قريش ويا أهل مكة : ما ترون أني فاعلٌ بكم ؟ ! قالوا : خيراً ، أخ كريم ، وابن أخ كريم . ثم قال : إذهبوا فأنتم الطلقاء ! فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان الله أمكنه من رقابهم عنوةً ، وكانوا له فَيْئاً ، فبذلك يسمى أهل مكة الطلقاء ) . انتهى . وهنا تحير فقهاء الخلافة القرشية وكل علماء بلاطها . . ! ! فإن إطلاق الأسير لا يتحقق إلا بعد الأسر والإسترقاق . فهو يعني أن النبي صلى الله عليه وآله قد استرقهم ، ثم أعتقهم ، فصار له ولآله ولاؤهم . ويعني أن إسلامهم قد رفع عنهم القتل فقط ، ولم يرفع عنهم جواز الاسترقاق ! فهذه أحكام شرعية لا يمكن إنكارها ، لكنها خاصة بقريش ، ولا يوجد لها مثيل في أحكام الجهاد والفتح الإسلامي ! !