وقال الشيخ الأجل ولي الله المحدث في قرة العينين في تفضيل الشيخين : وقد استشكل في حديث : لا يزال هذا الدين ظاهراً إلى أن يبعث الله اثني عشر خليفة كلهم من قريش ، ووجه الإستشكال : أن هذا الحديث ناظر إلى مذهب الاثني عشرية الذين أثبتوا اثني عشر إماماً . والأصل أن كلامه صلى الله عليه وآله بمنزلة القرآن يفسر بعضه بعضاً ، فقد ثبت من حديث عبد الله بن مسعود : تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين سنة ، أو ست وثلاثين سنة ، أو سبع وثلاثين سنة ، فإن يهلكوا فسبيل من قد هلك ، وإن يقم لهم دينهم ، يقيم سبعين سنة مما مضى . وقد وقعت أغلاط كثيرة في بيان معنى هذا الحديث ، ونحن نقول ما فهمناه على وجه التحقيق : إن ابتداء هذه المدة من ابتداء الجهاد في السنة الثانية من الهجرة . . . ! ! وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : ففي سنة خمس وثلاثين من ابتداء الجهاد وقعت حادثة قتل ذي النورين وتفرق المسلمين ولكن الله تعالى بعد ذلك جعل أمر الخلافة منتظماً ، وأمضى الجهاد إلى ظهور بني العباس وتلاشي دولة بني أمية . . . فتارة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن خلافة النبوة ، وخصصه بثلاثين سنة ، والتي بعدهم عبرها بملك عضوض ، وتارة عن خلافة النبوة ، والتي تتصل بها كليهما معاً ، وعبرها باثني عشر خليفة . . . فالتحقيق في هذه المسألة : أن يعتبروا بمعاوية وعبد الملك وبنيه الأربع ( كذا ) وعمر بن عبد العزيز ، ووليد بن يزيد بن عبد الملك ، بعد الخلفاء الأربعة الراشدين .