أكثر من الملك ، وخليفيين أكثر من الخليفة ، ويثبتون لهم ما لم يدعه أحد منهم لنفسه ! فلو كان أحدهم إماماً ربانياً مختاراً من الله تعالى مبشراً به من رسوله . . لعرف نفسه وادعى هو ذلك ! حيث لا يمكن أن يكون شخص إماماً وحجة لله على عباده وحاكماً باسمه . . ثم لا يعرف هو مقامه الإلهي العظيم ! ! ولا نجد أحداً من هؤلاء الخلفاء ادعى أنه إمام من الله تعالى غير الأئمة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله . وثالثاً : ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وآله قال : إنهم يكونون من بعده . ولم يقل إنهم يحكمون . . فلماذا يلزمون أنفسهم بالعثور على الأئمة الاثني عشر الموعودين في الحكام فقط ؟ ! وإذا ألزم الباحث نفسه في مسألة بما لا يلزم فيها ، فقد تورط فيها وأقام في ورطته ! ورابعاً : إن الذين يعدونهم أئمة ربانيين ، مبشراً بهم من رب العالمين ، قد ثبت أن أكثرهم قد لعنهم الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله ! ! فهل رأيتم أمة يحكمها بأمر الله تعالى الملعونون على لسان نبيها ؟ ! ! وكيف يلعن الله تعالى أشخاصاً ويحكم عليهم بالطرد من رحمته لخبثهم ، ثم يختارهم أو يختار من أولادهم أئمةً ربانيين ، هداةً لعباده ، وحكاماً لبلاده ! ! فقد ثبت في مصادر السنيين أن النبي صلى الله عليه وآله قد لعن الحكم وابنه مروان ، ونفاهما من المدينة حتى أعادهما عثمان ، وأنه رأى أبا سفيان راكباً على جمل يجره معاوية ويقوده ولده الآخر ، فلعن الراكب والقائد والسائق ( راجع مجمع الزوائد : 1 / 113 ) إلى آخر هذا البحث الذي لا يتسع له موضوعنا ، ولا تتسع له صدور أتباع الأمويين !