وعندما يجدونهم أضعاف العدد المطلوب ، يلجؤون إلى الفرضيات ، فيختارون أحسن الخلفاء الأمويين والعباسيين ، ويخلعون عليهم صفة الأئمة الربانيين ، فيثبتون هذا ويحذفون ذاك ! اختياراً وحذفاً ( كيفياً ) لمجرد تكميل العدد ! وبعضهم لا يكمل معه العدد ممن اختارهم فيقول : إن الباقين سوف يأتون ! ومن الواضح أنها تطبيقات لا تقف عند حد ، ولا تستند إلى أساس ، وأن الذي يسلكها يكلف نفسه شططاً ، كمن يكلف نفسه بأن يختار اثني عشر شخصاً من رؤساء المسلمين وملوكهم المعاصرين ، ويقول عنهم إنهم قادة ربانيون اختارهم الله تعالى ، ووعد الأمة بهم على لسان رسوله صلى الله عليه وآله ! ولو أن العلماء السنيين فكروا أكثر ، لما جشموا أنفسهم هذه العقبة الكؤود ، وتخلصوا من إشكالات لا فكاك لهم منها : أولاً : لأن هؤلاء الأئمة الربانيين الموعودين مختارون من الله تعالى ، فلا بد أن يكونوا متفقين ، لأنهم جميعاً على خط واحد وهدى من ربهم ونبيهم . . بينما خلفاء السنيين وأئمتهم مختلفون متقاتلون . . فهل سمعتم بالحرب والقتال بين الأنبياء عليهم السلام حتى تقنعونا بإمكانها بين الأئمة الربانيين عليهم السلام . . وأن بعضهم كان يكيد للآخر ويفسقه ويكفره ، ويذبحه ذبح الخروف ، أو يسمل عينيه ويقطع لسانه ويديه ورجليه ! ! إقرؤوا إن شئتم تاريخ الصراع على الحكم بين الخلفاء الأمويين أنفسهم ، والعباسيين أنفسهم ! وثانياً : لأنهم بإعطاء صفة الإمام من الله تعالى للخليفة الذي يحبونه ، ابتداءً من الخليفة عمر بن الخطاب . . إلى السلطان سليم العثماني ، يصيرون ملكيين