ويطول الكلام لو أردنا أن نستعرض ما ورد من القرآن والسنة في اختيار الله تعالى لبني هاشم ، واصطفائهم ، وتفضيلهم ، وحقهم على الأمة . وليس ذلك إلا بسبب أن النبي صلى الله عليه وآله وعترته منهم ، فهم جوهرة معدن هاشم ، بل هم جوهرة كل بني آدم . ويمكن للباحث هنا أن يصل بمعادلة بسيطة ، بشهادة البخاري ، إلى أن هؤلاء الأئمة الاثني عشر هم آل محمد صلى الله عليه وآله . . فالأئمة بنص الحديث اثنا عشر اختارهم الله من قريش ، وآل محمد بنص هذا الحديث اصطفاهم الله تعالى كآل إبراهيم . فالأئمة المبشر بهم إذن . . هم آل محمد المصطفون ، المطهرون . ويؤيد ذلك ما رواه البخاري من أن علياً أول شاكٍ من هذه الأمة يوم القيامة ! فهذا يعني أنه صاحب قضية هامة أعطاها الله الأولوية في محكمته الكبرى على كل قضايا الأمة ، بل على قضايا الأمم قاتبة . . لأنها أعظم ظلامة في تاريخ النبوات والأمم على الاطلاق ! ! قال البخاري في صحيحه : 5 / 6 : ( عن قيس بن عبادة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ) ! ! انتهى . وبهذا يمكننا أن نفهم قول علي عليه السلام في نهج البلاغة : 1 / 82 : والله ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم ، فأدخلناهم في حيزنا ، فكانوا كما قال الأول : < شعر > أدمت لعمري شُرْبَك المحضَ صابحاً * و أكلك بالزُّبد المقشرة البُجْرَا ونحن هبناك لعلاء ولم تكن علياً * وحُطْنَا حولك الجُرد والسمرا < / شعر >