responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 80


الأحاديث بحديث الثقلين المتواتر - وسائر الأحاديث التي جاءت في هذا الكتاب حول تعريف أهل البيت ووجوب التمسك بهم - لعرفنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حدد - وبمزيد من الدقة والوضوح ، وأكثر من أي شئ آخر - معالم القيادة المستقبلية للأمة الإسلامية والأئمة من بعده [1] .



[1] قال بعض المحققين : إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ( صلى الله عليه وآله ) اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلا عمر ابن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني هاشم ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " كلهم من بني هاشم " في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته ( صلى الله عليه وآله ) في هذا القول يرجح هذه الرواية ، لأنهم لا يحبون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلة رعايتهم لآية * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * وحديث الكساء ، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم ، وأعلاهم نسبا ، وأفضلهم حسبا ، وأكرمهم عند الله ، وكان علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم ( صلى الله عليه وآله ) وبالوراثة واللدنية ، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتدقيق . ويؤيد هذا المعنى - أي أن مراد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته - ويشهد له ويرجحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره ( ينابيع المودة : 2 / 292 ونفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 328 ) . وقال المولى صدرا ( قدس سره ) : هذه الروايات بأسرها مستصحة الأسانيد من طرق العامة ، مثبتة الصحة في صحاحهم وأصولهم جميعا ، وهنالك من الطريقين مسانيد صحاح وطرق مستفيضة يجمعها أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : الأئمة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، والتاسع مهديهم . وفي صحاحهم الستة وجامع أصولهم : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . قال شارح المشكاة : هذه الأحاديث وأشباهها فيها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش ، ولا يجوز عقدها لغيرهم . وبين ( صلى الله عليه وآله ) أن هذا الحكم إلى آخر الدهر ما بقي من الناس اثنان . فنقول : من لم يكن في عقله آفة وعلى بصيرته غشاوة يعلم أن هذه النصوص المتواترة الصحة دالة على أن خلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بعده اثنا عشر إماما لا غير ، كلهم من قريش ، بهم يقوم الدين ويستقيم الاسلام إلى قيام الساعة ، ولم يوجد هذا العدد ولا هذا الوصف إلا في أئمة الشيعة الإمامية ، فهؤلاء الأوصياء الخلفاء ، فثبت أن الأرض ما زالت إلا ولله فيها الحجة . ( شرح أصول الكافي : 2 / 481 ) .

80

نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست