responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 480


المهدي بأمرنا ودله على الدار ، فكتب إلى عامله بالكوفة بوضع الأرصاد علينا ، فإذا بلغه اجتماعنا كبسنا وأخذنا ووجه بنا إليه .
فاجتمعنا ليلة في تلك الدار ، فبلغه خبرنا فهجم علينا ، ونذر [1] القوم به وكانوا في علو الدار ، فتفرقوا ونجوا جميعا غيري ، فأخذني وحملني إلى المهدي ، فأدخلت إليه ، فلما رآني شتمني بالزنا وقال لي : يا بن الفاعلة ! أنت الذي تجتمع مع عيسى بن زيد وتحثه على الخروج علي وتدعو إليه الناس ؟ !
فقلت له : يا هذا ، أما تستحيي من الله ، ولا تتقي الله ولا تخافه ، تشتم المحصنات وتقذفهن بالفاحشة ، وقد كان ينبغي لك ويلزمك في دينك وما وليته ، أن لو سمعت سفيها يقول مثل قولك أن تقيم عليه الحد ؟ ! فأعاد شتمي ، ثم وثب إلي فجعلني تحته وضربني بيديه وخبطني برجليه وشتمني .
فقلت له : إنك لشجاع شديد أيد حين قويت على شيخ مثلي تضربه لا يقدر على المنع من نفسه ولا انتصار لها .
فأمر بحبسي والتضيق علي ، فقيدت بقيد ثقيل ، وحبست سنين . فلما بلغه وفاة عيسى بن زيد بعث إلي فدعاني ، فقال لي : من أي الناس أنت ؟ قلت :
من المسلمين ، قال : أعرابي أنت ؟ قلت : لا ، قال : فمن أي الناس أنت ؟ قلت :
كان أبي عبدا لبعض أهل الكوفة وأعتقه فهو أبي ، فقال لي : إن عيسى بن زيد قد مات ، فقلت : أعظم بها مصيبة ، رحمه الله ، فلقد كان عابدا ورعا مجتهدا في طاعة الله غير خائف لومة لائم . قال : أفما علمت بوفاته ؟ قلت : بلى ، قال :
فلم لم تبشرني بوفاته ؟ فقلت : لم أحب أن أبشرك بأمر لو عاش رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعرفه لساءه .
فأطرق طويلا ثم قال : ما أرى في جسمك فضلا للعقوبة ، وأخاف أن



[1] الإنذار : الإعلام . ونذرت به إذا علمت . ( النهاية : 5 / 38 و 39 ) .

480

نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست