نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 417
أمير المؤمنين إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، قال : فنكت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الأرض بعود كان في يده ساعة ، ثم رفع رأسه فقال : كذبت والله ، ما أعرف وجهك في الوجوه ، ولا اسمك في الأسماء . فعجبت من ذلك عجبا شديدا ، فلم أبرح حتى أتاه رجل آخر فقال : والله يا أمير المؤمنين ، إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، فنكت بعوده ذلك في الأرض طويلا ثم رفع رأسه فقال : صدقت ، إن طينتنا طينة مرحومة ، أخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق ، فلا يشذ منها شاذ ، ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة . أما إنه فاتخذ للفاقة جلبابا ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : الفاقة إلى محبيك أسرع من السيل المنحدر من أعلى الوادي إلى أسفله [1] . 1004 - محمد بن مسلم : خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل ، فقيل له [ أي لأبي جعفر ( عليه السلام ) ] : محمد بن مسلم وجع ، فأرسل إلي أبو جعفر بشراب مع الغلام مغطى بمنديل ، فناولنيه الغلام وقال لي : إشربه فإنه قد أمرني أن لا أرجع حتى تشربه ، فتناولته فإذا رائحة المسك منه ، وإذا شراب طيب الطعم بارد ، فلما شربته قال لي الغلام : يقول لك إذا شربت فتعال . ففكرت فيما قال لي ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي ، فلما استقر الشراب في جوفي كأنما نشطت من عقال ، فأتيت بابه فاستأذنت عليه ، فصوت بي : صح الجسم ، أدخل أدخل . فدخلت وأنا باك ، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه ، فقال لي : وما يبكيك يا محمد ؟ فقلت : جعلت فداك ، أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك . فقال لي : أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا ، وأما ما ذكرت من الغربة فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا